بريدها التي لا يأتي

 

  تلك   الخطابات   الكسولة    بيننا

 خيرٌ لها .. خيرٌ لها .. أن تقطعـا

 

  إن  كانت  الحروف عندكِ  سخرةً

لا تكتبي .  فالحب  ليس  تبرعاً

 

إني لأقرأ ما  كتبتِ   فلا   أرى

إلا البرودة .. والصقيع المفزعا .

 

عفويةٌ  كوني . و إلا  فاسـكتي

فلقد  مللتُ  حديثكِ   المتميّعـا

 

حجرية الإحساس .. لن تتغيري

إني أخاطب  ميتاً   لن   يسمعا

 

ما أسخف  الأعذار  تبتدعينها

لو كان يمكنني بهــا أن أقنعا

 

سنةٌ مضت وأنا وراء ستائري

أستنظر الصيف الذي لن يرجعا

 

كل الذي عندي  رسائل  أربعٌ

بقيت كما جاءت رسائل أربعا

 

هذا   بريدٌ  أم  فتات  عواطفٍ

إني خدعتُ . ولن أعود فاخدعا

 

يا اكسل  امرأةٍ .. تخط  رسالةً

يا  أيها  الوهم  الذي  ما  أشبعا

 

أنا من هواك ومن بريدك متعبٌ

وأريد  أن  أنسى  عذابكما  معا

 

لا تتعبي  يدك  الرقيقة . إنني

أخشى  على البللور أن يتوجعا

 

إني  أريحك من  عناء رسائلٍ

كانت نفاقاً كلها ..  وتصنعـا

 

الحرف في قلبي نزيفٌ دائمٌ

والحرف عندكِ ما تعدى الإصبعا

 

نزار قباني