عرس المجد ( لعمر أبو ريشة ) قيلت في ذكرى جلاء الفرنسيين عن سوريا |
يا عروس المجد تيهي واسحبي |
في مغانينا ذيول الشهب |
|
لن تري حفنة رملٍ فوقها |
لم تعطّر بدما حرٍ أبي |
|
درج البغي عليها حقبةً |
وهوى دون بلوغ الإرب |
|
وارتمى كبر الليالي دونها |
ليّن الناب كليل المخلب |
|
لا يموت الحق مهما لطمت |
عارضيه قبضة المغتصب |
|
من هنا شق الهدى أكمامه |
وتهادى موكباً في موكب |
|
وأتى الدنيا فرفت طرباً |
وانتشت من عبقه المنسكب |
|
وتغنت بالمرواءات التي |
عرفتها في فتاها العربي |
|
أصيدٌ ضاقت به صحراؤه |
فأعدته لأفقٍ أرحب |
|
هبّ للفتح فأدمى تحته |
حافر المهر جبين الكوكب |
|
وأمانيه انتفاض الأرض من |
غيهب الذل وذل الغيهب |
|
وانطلاق النور حتى يرتوي |
كل جفنٍ بالثرى مختضب |
|
حلمٌ ولّى ولم يجرح به |
|
شرف المسعى ونبل المطلب |
لمّت الآلام منا شملنا |
ونمت ما بيننا من نسب |
|
فإذا مصر أغاني جلّق |
وإذا بغداد نجوى يثرب |
|
ذهبت أعلامنا خفاقةً |
والتقى مشرقها بالمغرب |
|
كلما انقض عليها عاصفٌ |
دفنته في ضلوع السحب |
|
بورك الخطب فكم لفّ على |
سهمه أشتات شعبٍ مغضب |
جزء من القصيدة